Skip to main content

شاعر الأغنية ” صالح الشادي

صحيفة عكاظ 23
* السنة 35 ، العدد 9817 ، السبت 29 ذو الحجة 1431 هـ 19، يونيو 1993 م *
شاعر الأغنية ” صالح الشادي ” :
لست نسخة كربونية من الكبار
حاوره : علي فقندش ـ جدة
صالح الشادي، شاعر الأغنية الشاب، الذي بدا نجمة في الصعود بعد أن تأهب وغاص في عالم الشعر الفياض، حيث يكتب الأغنية ، والنبطي ، والقصيدة العمودية، وقد غنى لصالح مطربون كبار مثل: طلال مداح، وعبد الكريم وعبد القادر ، وعبد الله الرويشد، وعبد المجيد عبد الله، وسميرة سعيد وانغام، وسمية قيصر، ويستعد الآن لآصدار ديوانه الأول وينشر “الشادي” اجاباته هنا على اسئلتنا.
* ………………..؟
– كلمات الأغنية نافذة من نوافذ التعبير يطل من خلالها الانسان على مجتمعه ، ونص الأغنية رافد من روافد الشعر العربي، وهناك نصوص مكتملة، تقرأها فتشعر بأنها كيان مستقل ، ونصوص لا تشعر بها إلا بعد أن تصاحبها الموسيقى.
*………….؟
– النص المكتمل يعالج ـ غالباً ـ قضايا بعيدة عن الغزل ، مثل القضايا الاجتماعية والنفسية والجمالية، لذلك فإن هذا النص ـ كما أسلفت ـ له كيانه المستقل فكرياً وفنياً، أما النص الآخر فمثل جنين لا يصبح وليداً الا بوسائط أخرى: الملحن، والمطرب، وكاتب النص الأخير يعلم ذلك ويدرك ان ما كتبه سيظل ناقصاً الى أن ينضج، أنه كأساس لعمارة لا تستطيع ان تقييم فيها الا بعد ان يكتمل بناؤها.
* …………؟
– بالقطع ، هذه بديهات، فلا بد أن يكون النص الذي شبهناه بأساس العمارة فنياٍ، له جرسه، وايقاعه، الخ، واستطيع ان اسوق مثالاص عو أغنية ” العرَّاف” :
يا قصيدة لفني برد السكوت
وعضني باب الحكي
يا قصيدة وايش لك ماحضنتني
الألم بك بالالوف
والتعب بك بالألوف
والعطاشى والحياري
في مساحاتك وقوف
هنا اكتملت الفكرة موسيقياً ومعتى.

ابي أعرف ومعي الحيرة تبي تعرف وسافرت لديرة العراف ابيه يقرا خطوط كفي جلست اسال وانا حيران أبي منه الخير يشفي وعرفت الرد في قلبي يعيش انسانأما النص الذي يتميز بكيانه المستقل، فهو النص القصيدة .
– لا ، ليس شرطاً، وعندي أنه لا توجد صنعة تسبق نص الأغنية، فحين يكتب الشاعر فغنه لا يصنف ما يكتب، بل يترك نفسه على جسيتها حتى إذا ما أنتهى بدات الأسئلة: هل يصلح إبداعه لأن يقرأ؟ ام يصلح للغناء؟ اذن مَنْ الملحن الذي يستطيع ان يضع رؤية موسيقية تخرج من النص ما هو كامن بين سطوره ؟ ثم مَنْ هو المطرب الذي تصل من خلاله الأغنية وقد اكتمل لحنها وقوامها ولست ادري ان كان “نزار قباني” حينما كتب ” قارئة الفنجان” انه كان يضع في اعتباره أن تصبح أغنية أم لا، ولكن شاعراً له قامة نزار يدرك ـ كما أعتقد ـ أنه جزء أصيل من الإبداع العربي وأن ما يكتب لا يخرج على الناس صدفة.
– بعيداً عن الجانب الجمالي ، هناك الرؤية، وان كان العنصران مزيجاً من الصعوبة ان نفصل احدهما عن الآخر، انني اسعى الى ان امتلك قدرة معينة على التعبير، انها قدرة متطورة، ومع تطورها تظل دائماً تسألك: لمَ لا تتجه اتجاهاً اخر تستفيد منه ويستفيد به الآخرون، أنني اكتب قصيدتي نظراً الى اعتبارين : الأول هو كيف تأتي، والثاني من المتلقي الجديرة به، كذلك احاول ان انحو صوب قضايا عديدة مثل: الغنائيات المطولة عن المرأة اجتماعياً ونفسياً، وعن الصمت، ومثال ذلك قصيدة عنوانخا : “غيم وبرق وريح”، ولي تجارب عما يمر به العالم العربي، والبيوت العتيقة، وحياتنا في الأمس، ويبقى همي الأكبر ان يصل الشعور الذي يحتويني ويسكنني الى الآخرين.
– منذ الصغر وجدتني هاوياً للفن، فقد بدأت العزف على العود وأنا في الخامسة عشرة من عمري، ولما كتبت اولى محاولاتي، وكانت مع النص الفصيح، كنت أذهب إلى الأساتذة لأعرف رأيهم، وكنت أحرص على إلا أخبرهم بأنها لي، بل أدعي أنها قصاصة لشاعر ما وجدتها في جريدة، ولقد ساعدتني آراؤهم كثيراً، كذلك كتبت ” النبطي” بحكم ولادتي ونشأتي في “القريات” بالشمال، وكنت أعزف وأغني نصوصاً لايليا أبي ماضي وغيره وسجلت اشرطة، وبعد ان تشبعت من الايقاع والموسيقى، مزجت بين المفردة الفصيحة والمفردة الشعبية في اسلوب جديد.
– بالطبع كنت استمع كثيراً إلى اغنيات هذه المرحلة من حياتي، غير أنني كنت حينما اجرد النص من موسيقاه لا اجد المتعة التي شعرت بها أولاً ، كانت النصوص غير مكتملة ـ مثلما ذكرت في أول الحديثـ وفي عام 1402 هـ ـ بدأت انشر ما أكتب وألتقيت ملحنين أخذوا كثيرأ من نصوصي، ولقد حاولت ـ ولم أزل ـ غيجاد لغة شعرية في الأغنية ، ولم اعمد إلى أن احصر شعري في نصوص حجازية أو نجدية أو شمالية أو جنوبية، لقد استفدت منها جميعاً واستوعبتها جيداص، وذلك لحرصي الفائق على إلا اصبح نسخة كربونية من الكبار، لذا فإنني أحاول التجديد في الايقاع والقافية.