رمضان 1425هـ
” جرت العادة بأن يُبدأ في هكذا أمور بنبذة تعريفية عن الضيف الكريم وعن مسيرته الأدبية، وعلى هذا عزمت..ولكن سرعان ما تبادرت الى ذهني تلك النسخ الكربونية للمقابلات الصحفية وذات الأسئلة التقليدية، ناهيك عن أن مجرد اسم صالح الشادي يُعرف بنفسه.
هنا أحببت أن نخرج بحوار غير تقليدي.. حوار صريح وجريء.. حوار من القلب الى القلب. لا سيما وأننا سنحاور الشادي والذي أجزم بأنه يمتلك من المقومات ما يجعلنا نخرج بلقاء ناجح بكل المقاييس.معاً جميعاً نرحب بضيفنا الكريم الأستاذ صالح الشادي”.(1)
* الشعر النسائي أصبح في وقت من الأوقات حديث الساحة الشعبية ، عاش مرحلة ما بينتجاذب وتنافر الآراء حولهحتى أنني قرأت بأن البعض لا يعده سوى تجارب أومحاولات شعرية ..وهنا نعني وبالدرجة الأولى وبشكل مباشرالشعر النسائيالمتواجد على الساحة الشعبية..فكيف يقيم صالح الشاديالشعر النسائي المتواجد على الساحة بكل حيادية وبعيدا عنالدبلوماسية..؟
– بالنسبة للسؤال الخاص بشعر المرأة.. يعيدنا تلقائيا الى الحديث عن الشعر كشعر،والشعر هو القدرة على إظهار مكامن النفس البشرية وانفعالاتها بلغة مموسقة خاصة،الى جانب القدرة على استخدام الدلالات اللغوية المعددة في عملية التعبير أو البوح،ويأتي أمر هام آخر.. ألا وهو الشاعرية.. والشاعر كما أفهم.. هو ذلك الإنسان الذيابتلي في هذا التكون.. فالشعر هبة ربانية تلقى في الشاعر جنينا قبل أن يشهد الحياة.. وهو أمر رباني.. يقول تعالى في حديثه عن النبي ( وما علمناه الشعر ) دلالة علىأن الشاعرية إرادة علوية لا شأن للانسان بها .. الى جانب ذلك هناك مسألة تركيبةالشاعر النفسية وطبيعته (بشكل عام ) فهو يبحر في كل واد .. فتراه ينشد في الحربوالسلام والحزن والفرح وفي المديح والهجاء، كذلك للشاعر القدرة على التخيلالابتكاري ، فهو يقول مالا يفعل .. كقدرته على وضع طوق من النجوم في نحر من يحب،أو قدرته (في النص ) على طواف كوكب الأرض للبحث عن درة أو عن شاردة .. لا يمكنلغيره أن يأتي بها ( وان لم يتجاوز مقعده .. زماكانيا ! ) وقد وصف الله الشاعر حينانتقد الغواة ممن يسلكون مسلكه.. بأنه في كل واد يهيم وأنه يقول مالا يفعل ! .
والمرأة صنو الرجل ونصفه الآخر.. وليس هناك من تذكير أو تأنيث بالنسبة للغةالشعر.. والذي أراه أن هناك شعراء على درجة من الروعة ذوي موهبة.. من الجنسين.. إلا أن حظ المرأة في الظهور كشاعرة ( على الملأ ) في عالمنا العربي وخاصة فيمجتماعاتنا ( غير وافر ).. فالبيئة الاجتماعية والثقافية والأعراف والتقليد.. تحدمن حركة المرأة التعبيرية، كما تحد من قدرتها على إشهار وإيصال أوجاعها وآمالهاوتطلعاتها كما ينبغي.. وهو أمر طبيعي إذ خلقها الله كائن ظلي للدفء للسكن للاحتواء.. كالقلب النابض تماما.. لا نراه ولكننا ندرك قيمته ونستشعر دوره في حياتنا بشكلأو بآخر
وعلى الصعيد الشعبي.. هناك شاعرات على درجة من الاحتراف والخطورةوالقدرة، ولكن المشكلة تكمن في عدم الاستمرارية ( في الظهور ) ولعل ظروف المرأةودورها في الحياة لا يتيح لها ذلك التواجد.. إضافة إلى مشكلة الوعي (الأخلاقي (لدى بعض القائمين على منافذ النشر من الذكور.. فهم قد يخلقون نوعا من الإحباط أوالتردد لدى بعض الشاعرات من خلال آلية التعامل معهن .. كمبدعات.. وهو أمر سيتلاشىمع مرور الأيام ومع نمو شجرة الوعي بمفهومه الحقيقي .
(1) منتدى بابل الثقافي 20 رمضان 1425هـ