اخبار المدينة :المقال
الشاعر الدكتور صالح الشادي، مهما تطرح عليه من أسئلة فلسفية عميقة إلا أنه بثقافته الغزيرة يجيبك إجابات مقتضبة جدا لكنها تغني عن صفحات عديدة تشبع نهم القارئ، هذا الحوار ينتمي لشعر الهايكو الياباني أي قصر أبياتها لكنها مؤثرة ..
ضيفنا يؤمن بأنه لاخوف على الأدب مادام هناك نبض إنساني قائم، وهو يرى أنه آن الأوان لنا أن نعيد للعقل دوره في الاختيار والتمييز بدلا من مراحل التلقي والتلقين فقط.
وهو يرى أن الحب منظومة أصيلة من المشاعر المتشابكة، ويرى أيضا أنه لا شيء يسطير عليه في الكتابة سوى الحالة فقط وينادي بأن لانجعل الفطرة شاطحة أو جانحة عن المنطق..
الشادي يظهر لنا في هذا الحوار في تقاسيم أدبية وثقافية ورقيبية جعلته يضع الرقيب في «الجنّة».. تعالوا نعيش معه هذه اللحظات الثقافية الماتعة..
** هل الحب ثقافة أم مشاعر؟
= الحب غريزة إنسانية تضمن لنا التوازن والبقاء، وهو منظومة أصيلة من المشاعر المتشابكة التي تنظم علاقتنا بمن حولنا من الأحياء والأشياء.
أصابع وثرثرة
* الأجهزة الذكية علمت الأصابع «الثرثرة» فمتى نعيد لأسماعنا الرصانة والأدب الرفيع؟
= لا غنى عن ذلك فهي وسيلة، وسيأتي الوقت الذي تطرب به الاسماع بكل ما يعيد للروح بهجتها وسموها.. هي دورات.
همسة روح
* الأدب همسة روح تصل الغمام لتنتظر الهطول، فهل الإمساك به كالقابض على جمرة؟
=مادام هناك نبض إنساني قائم فلا خوف على الأدب .. لأنه انعكاس لكل مايجول في دواخلنا من عاطفة وفكر.
في طور التشكل
* انفتاح النوافذ والبوابات هزم شروط النشر.. مَنْ يضبط الإيقاع المنفلت؟ وكيف؟
= هي ضرورة عصرية، ونتاج طبيعي للتطور، هي حالة من حالات النشر والتوصيل، في طور التشكل.
*التفكير الناقد صار جزءا من المقرر الدراسي .. أي أثر ننتظر؟
= لعلنا نعيد للعقل دوره في الاختيار والانتقاء والتمييز .. بعد مرحلة كان التلقي والتلقين هو السائد بها.
الحالة هي المسيطرة
* من يسيطر عليك لحظة الكتابة، الرقيب .. الناقد .. أم جمهور المعجبين .. ولم؟
= الحالة ولا شيء سوى الحالة.
* في ظل التباين بين نقيضين القديم والحداثي كيف نستطيع الإمساك بطرفيها؟
= لا غنى عنهما؛ فكلاهما يشكلان واقعك الذي تعيشه. أنت جزء من الماضي وجزء من الآتي أيضا.
العودة لجوهر القيم
* التسامح مع الآخر اختلاف، والتضاد بينهما تصالح، متى نمسك خطام المحبة ونسرحه بالجمال؟
= إذا عدنا إلى جوهر القيم واعتمدنا ميزان العدالة الأخلاقية حكما في مدن الذات.
في الجنة
* متى نرى الثقافة غير مقبوض عليها بسلاسل الرقيب؟
=في الجنة.
شاطحة جانحة
* هل النهل لفلذات أكبادنا من الشارع ثقافة؟ وكيف ننمي فيهم لحظة الإبداع؟
= دع الفطرة تباشر عملها، وتابع دون أن تجعلها شاطحة أو جانحة عن المنطق، الأامر يشبه نمو الأشجار يا صديقي.
السيرة الذاتية للضيف
– ولد في 9 ديسمبر 1966 في مدينة القريات منطقة الجوف شمال غرب المملكة
– اسمه الحقيقي: صالح بن محمد بن عبدالصمد بن محمد بن سبأ آل علي العريضي الحسيني القرشي، وقد لقبه أستاذه عبدالرحمن الشعبان بالشادي؛ حين كان في المرحلة المتوسطة، وقد قدمه بذلك الاسم في إحدى المناسبات أمام جمع من الملأ بحضور أمير القريات آنذاك سلطان السديري ووالد الشاعر الذي كان مديرا لشرطة المنطقة، وكلمة الشادي في قاموس اللغة تعني «طالب العلم والمعرفة».
– شاعر وكاتب وأكاديمي سعودي، كتب للوطن وللحب وللحياة
– تغنى بكلماته أشهر المطربين السعوديين والعرب وكتب أيضاً للصحافة تميز بكتابة الأوبريتات
– صور حال الأمتين العربية والإسلامية في عدة قصائد وكتب في عالم الجن، وصدرت له عدة كتب عن هذا الموضوع.
– بالإضافة إلى مجموعة من الكتب السياسية والتاريخية والفلسفية.
– لقبته الصحافة بـ (شاعر الوطن) عام 1995 عقب كتابته لأوبريت كفاح أجيال والذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله.